أصبحت العديد من رموز فترة الهولوكوست تتميز بسهولة, أكانت دعاية نازية (كالصليب النازي المعقوف) أم شئ مادي أو أماكن مقرونة بالمجازر الجماعية (كالأسلاك الشائكة أو سكك حديدية تقود إلى مركز القتل أوشفيتز). يعكس إنتشار وتداول هذه الرموز البصرية التالي:

• الرعب الناتج عن الجرائم المقترفة في حقبة الهولوكوست.
• السحر المستمر من قبل الدعاية النازية.
• رفع ونشر الوعي تجاه الهولوكوست من خلال جهود ثقافية والإعلام العام والثقافة العامة.

عملت بعض هذه الرموز البصرية على اختزال الهولوكوست نفسه. أثر الفهم العام وألفة هذه الرموز على إساءة استخدامها في طرق تشوه السرد التاريخي, وتهاجم ذكرى هؤلاء الذين قتلهم الألمان والمتعاونين معهم,وبالتالي تخدم على أنها غطاء وسترة للتعصب والكره.

اليوم, يساء استخدام صور ورموز الفترة النازية بشكل متكرر بطريقة من ثلاث:

• بمهاجمة اليهود كأفراد أو كمؤساسات.
• بنقد حكومة إسرائيل بوضعها بنفس المستوى مع ألمانية النازية أو برفض شرعيتها وذلك بالقول بأن الهولوكوست هي مجرد كذبة لتبرير الوجود اليهودي اللإسرائيلي الحالي.
• بتصوير الشر الكبير.

تعكس بعض الإساءات وعي ومحاولة مهاجمة ورفض شرعية بعض الأهداف اليهودية. على سبيل المثال, صورة رسوم متحركة تعرض دبابات إسرائيلية مزودة بوقود من أكوام من أحذية,تماما كالأحذية الموجودة في محتشدات الإعتقال. هذه الصورة هي محاولة وصم سياسة إسرائيل بالعار بتشبيهها بالسياسات النازية. وبشكل مشابه, صورة استخدمت خلال احتجاج عام في واشنطون العاصمة في مارس 2010 الذي عرضت نسخة عن العلم الإسرائيلي ولكن استبدلت نجمة داوود بصليب معقوف يقطر دما.

عندما تستخدم الحكومات أو الأفراد رموز الهولوكوست كسلاح ضد اليهود والحكومة اليهودية, يفعلون هذا ليس فقط لاستغلال ألم الذكريات بل أيضا بأمل حشد الأفراد الغير معادين للسامية. ارتبطت رموز الهولوكوست بالسياسة الإسرائيلية واستغلت تهم قديمة حول مؤامرة اليهود للتحكم بالعالم كالكتاب "بروتوكولات زعماء صهيون".

هذه الإساءات هي أفعال من قبل الأناس الناكري للهولوكوست أو أشخاص ذوي آراء أخرى معادية للسامية. البعض منها ساذجة, على سبيل المثال, طالب يرسم الصليب النازي على جدار المدرسة. قد يعلم الطالب أن هذا شعار نازي أو أنه ممنوع, ولكن نواياه أكثر ثورية من معادات السامية. تعد فحوى فعل مشابه مختلفة بشكل جذري في حال رسم الشعار النازي من قبل طالب جامعي على باب سكن جامعي لطلاب يهود مع نجمة داوود. يعتبر هذا الفعل على أنه حالة من أحوال استخدام حقبة الهولوكوست للتعبير عن الكره.

إن للصليب النازي تاريخ طويل يمتد الى 5000 سنة على الأقل قبل ظهور النازيين. يبقى هذا الشعار رمز مقدس في الديانة الهندوسية والبوذية وديانات آسيوية أخرى وتعد شعارا تواجد دائما في معابد ومنازل في الهند وإندونيسيا. كما للصليب المعقوف تاريخا قديما في أوروبا حيث رسم على تحف من عصر ما قبل المسيحية. على الرغم من قدم أصوله فقد ارتبط هذا الشعار بألمانية النازية التي استخدمت حديثا وبشكل متكرر جدلا محرضا سواء أرادوا استخدامه على أنه بيان كراهية مرئي أم لا. على سبيل المثال, يحتار زائري المتحف الأمريكي لذكرى الهولوكوست في نيويورك بالزخارف على الجدار الخارجي لمبنى وزارة الزراعة المجاورة للمتحف والتي تحمل زخارف على شكل الصليب المعقوف. يعود هذا المبنى الى ما قبل الحرب العالمية الثانية ومن المستحيل ربطه بالنازيين.

لا توجه كل إساءات استخدام الصور النازية الى اليهود فقط. إنه من الشائع أن يكون مثل هذا الهجوم موجها على المسار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي أمثلة حديثة, كان هناك اشارات الى "لجنة القتل" خلال النقاش حول اصلاحات الرعاية الصحية مع مقارنة خفية وعلنية بين الاقتراحات الحالية والبرنامج النازي للتطهير من المعوقين. وفي العديد من المظاهرات, قام المتظاهرون برفع صور الرئيس باراك أوباما مع شارب صغير يشبه ذلك الذي كان يملكه أدولف هتلر. وبشكل مشابه, ربط معارضو القوانين التي تستهدف الهجرة الغير شرعية الى الولايات المتحدة هذه القونين بأحكام ألمانية النازية. تبن مدافعو حقوق الحيوان صور الهولوكوست والذين شبهوا المجازر النازية بمزارع الحيوانيات في الولايات المتحدة.

يؤخذ سياق الموضوع في هذه الحالات وفي حالات أخرى على محمل الجد. انه أمر أن تشير رسوم كرتونية معادية للسامية في جريدة "دي شتورمر" النازية على أن تكون منهجا تربويا. وأنه أمر آخر استخدام هذه الصور على مهاجمة الخصوم اليوم. يهين هؤلاء الذي اختاروا رموز الهولوكوست لخدمة بعض القضايا السياسية المعاصرة, يهين ذكرى ملايين الضحايا ويحط من مستوى الخلاف المعاصر.