كان معسكر بيرغين-بيلسين, أكبر معسكر نازحين في ألمانيا, مركز النشاطات السياسية والإجتماعية لليهود النازحين في الأراضي الألمانية تحت السيطرة البريطانية. كمأوى لأهم ومركز المجتمعات في "شيريعة ها بيليتاه" أصبح معسكر بيرغين-بيلسين للنازحيين مرافقا لمحنة اليهود النازحيين في صراعهم مع البريطانيين.

تأسس معسكر بيرغين-بيلسين للنازحيين في تموز عام 1945 في معسكر ألماني سابق قرب معسكر الإعتقال بيرغين-بيلسين. بعد تحرير معسكر الإعتقال في نيسان عام 1945 قام البريطانيون بحرق الثكنات كإحتراز صحي. مع أن حاول البريطانيون تغيير الأسم الى هوهنه و لكن رفض اليهود ذلك. وبعد تشرين الثاني هام 1945 سمح البريطانيون بفصل اليهود الى قسم خاص بهم.

حضن معسكر النازحيين أكثر من 11000 يهودي في عام 1946. مع أن بيرغين-بيلسين كان المعسكر الوحيد الخاص باليهود على الأراضي البريطانية في ألمانيا, ولكن كافح الناجوون من المعسكر مع البريطانيين قبل ضمان مجتمع يهودي بحت. منع الجيش البريطاني في عام 1946 أي نازح من دخول بيرغين-بيرسين وقاموا بنقل إدارة المعسكر الى عهدة الأمم المتحدة وكالة الإغاثة والتأهيل (UNRRA) في آذار عام 1946.

أنشأ الناجيون من بيرغين-بيلسين لجنة معسكر فقط ثلاثة أيام بعد التحرير. أنشأ قائد المعسكر جوزيف روسينسافت أول لجنة مركزية لليهود الأحرار في بيرغين-بيلسين في حزيران عام 1945. تطورت اللجنة الى منظمة تحت خدمة روسينسافت ونوربيرت فولهايم وساهمت هذه المنظمة بتنظيم وإدارة المعسكر سياسيا وإجتماعيا وثقافيا عن طريق البريطانيين بما في ذلك الحق في الهجرة الى فلسطين المحتلة من قبل البريطانيين.

اعترض معسكر النازحيين بيرغين-بيلسيبن وغيره من المعسكرات في الأراضي البريطانية على رفض المملكة المتحدة للسماح لليهود للذهاب الى فلسطين. أرسل الجيش اليهودي في فلسطين (الهاغناه) عملاء عسكريين لتدريب النازحيين في معسكر بيرغين-بيلسين في كانون الأول عام 1947 وذلك لتحضير النازحيين للهجرة الى فلسطين. منعت السلطات البريطانية الرحيل الحر من المعسكر حتى عام 1949.

نظم الناجون من معسكر إعتقال بيرغين-بيلسين نشاطات سياسية وثقافية ودينية فقط بضعة أيام بعدد التحرير. كانت بيرغين-بيلسين موقع ولادة مذهلة لحياة عائلية بمعدل 20 عرس باليوم الواحد. وبعد عدة شهور من التحرير تم ولادة 2000 طفل في المعسكر. أسس النازحون مدرسة ابتدائية في تموز 1945 وحضر المدرسة 340 طالب في عام 1948.

تأسست المدرسة الثانوية في كانون الأول عام 1945 والتي كان مدرسيها بشكل أساسي من اليهود الفلسطينيين في الجيش البريطاني. كان هناك أيضا حضانة وميتم ومدرسة دينية. نظمت منظمة التأهيل من خلال تدريباتها تعليم مهني.

أسس نازحو بيرغين-بيلسين حياة ثقافية حيوية ونشروا صحيفة صوتنا وهي الصحيفة اليهودية الأساسية في المنطقة البريطانية. كان المعسكر فارغ تقريبا في حوالي منتصف عام 1950. غادر آخر نازح في آب عام 1951. هاجر أغلب النازحين الى إسرائيل. وغادر المكثير الى الولايات المتحدة وكندا.