كان مجمع محتشد بيرغين-بيلسين مؤلفا من عدة محتشدات أنشأت على عدة مراحل خلال وجوده. كان هناك ثلاثة مكونات أساسية للمجمع: محتشد أسرى الحرب, ومحتشد المقيمين (Aufenthaltslager), ومحتشد السجناء (Häftlingslager).

محتشد أسرى الحرب

عمل محتشد أسرى الحرب (المعروف أيضا باسم Stalag 311 أو Stalag XI C) من عام 1940 حتى يناير عام 1945. احتجز الألمان في عام 1940 حوالي 600 شخص فرنسي وبلجيكي هناك وأكثر من 20000 أسير سوفييتي بعد يوليو عام 1941. مات أكثرمن 11000 أسير بين يوليو 1941 ويناير 1942 بسبب الجوع أو المرض.

محتشد المقيمين:

أنشأ المكتب العام للإدارة والإقتصاد ما يسمى بمحتشد المقيمين في مجمع بيرغين بيلسين في أبريل عام 1943. ضم محتشد المقيمين عدة آلاف من السجناء اليهود في أربعة محتشدات فرعية على ذريعة أنهم سيتم استبدالهم مع أسرى حرب ألمان تم أسرهم من قبل قوات التحالف. أمل الألمان هذه التبادلات ستسهل في خلق سلك دبلوماسي لفتح مفاوضات للسلام مع قوات التحالف الغربية. تم تبادل القليل فقط من اليهود وبحلول تموز عام 1944 حجز أكثر من 4000 من يهود التبادل(Austauschjuden) في بيرغين-بيلسين.

أعاد المكتب العام للإدارة والإقتصاد تسمية بيرغين-بيلسين رسميا في ديسمبر 1944. أفرغت القوات الخاصة الألمانية والشرطة بيرغين-بيلسين بين 6 و11 أبريل عام 1945 ونقلتهم بإتجاه تيريسينشتادت. وصل أول نقل للأسرى اليهود الى المحتشد الخاص في يوليو 1943. ضم هذا المحتشد بين 2300 و2500 يهودي تم نقلهم من بولندا الى بيرغين-بيلسين.

حمل كل أسير جواز سفر, وتأشيرة دخول أو أية وثيقة تثبت حماية الأسرى عن طريق قوى غير محتلة من قبل الألمان. لم يسمح رجال القوات الخاصة للأسرى بالاخطلات مع الأسرى الآخرين ولم يعينوا أي عمل إجباري لهم. قامت الشرطة الألمانية والقوات الخاصة في تشرين الأول من ترحيل حوالي 1800 من الأسرى الى أوشفيتز ليتم قتلهم. رحلت الشرطة الألمانية والقوات الخاصة في فبراير 1944 200 أسير إضافي و147 أسير آخرين في مايو 1944.

سجنت القوات الخاصة عدة مئات من اليهود الذين كانوا مواطنين من بلدان حيادية (إسبانيا وبورتوغال وأرجنتين وتركيا) في ما يسمى بالسجن الحيادي من أغسطس 1943 الى مارس 1945. كان هؤلاء الأسرى يهود سفارديم والذين أسرتهم القوات الألمانية في اليونان. كانت الظروف في هذا المحتشد أفضل حالا من أي محتشد في بيرغين-بيلسين.

حصل الأسرى اليهود على طعام أكثر وكان هناك ظروف صحية أفضل لم يكن عليهم أداء الأعمال الشاقة. أطلقت القوات الخاصة سراح حوالي 365 من هؤلاء اليهود في فبراير عام 1944 مرسلتهم الى حدود إسبانيا.

أنشأت القوات الخاصة محتشد النجمة في سبتمبر 1943. حضن هذا المحتشد حوالي 4000 سجين يهودي. كان أكثرهم من هولندا قدموا من محتشد فيستيربورك. ولكن قامت القوات الخاصة بإحضار المذيد من اليهود من فرنسا وبلجيكا ويوغسلافيا وألبانيا واليونان والمغرب وتونس الى محتشد النجمة. كانت نية الألمان في إحترام هؤلاء الأسرى هي لهدف استبدالهم مع أسرى ألمان.

لم يجبر السجناء في محتشد النجمة على ارتداء أزياء المعتقل ولكنهم كان عليهم ارتداء نجمة داوود مخاطة الى ملابسهم. كان هؤلاء الأسرى يسكنون في ثكنات وكان عليهم العمل الإجباري الشاق. سمحت ألمانيا في يونيو 1944 لـ 222 من أسرى محتشد النجمة من الذهاب الى فلسطين للذين لهم صلة هناك وذلك لاستبدالهم مع مواطنين ألمان مع القوات البريطانية. سمح التبادل الألماني الأمريكي لـ 136 من يهود أمريكا الجنوبية والوسطى للذهاب الى سويسرا في نهاية كانون الثاني 1945.

أنشأت القوات الخاصة في يوليو 1944 محتشد المجر لأكثر من 1600 يهودي مجري والذين خطط هانريش هيملير من استبدالهم بالمال أو البضائع. لم يجبر السجناء في محتشد النجمة على ارتداء أزياء المعتقل ولكنهم كان عليهم ارتداء نجمة داوود مخاطة الى ملابسهم. لم يكن عليهم العمل الإجباري. سمحت القوات الخاصة لأكثر من 1600 من هؤلاء الأسرى من الذهاب الى سويسرا كتبادل للمال بين أغسطس وديسمبر 1944. وبوقت قصير بعد ذلك, في ديسمبر 1944 وصل 4299 يهودي من هنغاريا الى محتشد المجر في بيرغين-بيلسين وبقوا هناك حتى ترحيلهم في نيسان 1945.

محتشد الأسرى

أنشأت القوات الخاصة في أبريل 1943 محتشد الأسرى والذي ضم أكثر من 500 سجين من جنسيات مختلفة. جاء هؤلاء السجناء من ناتزفايلير وبوخينفالد ونيديرهاغين لإنشاء محتشد المقيمين. عمل محتشد الأسرى على أنه محتشد إعتقال مع أن المكتب العام للإدارة والإقتصاد لم يعتبره أنه كذلك حتى ديسمبر 1944. كانت ظروف هذا المعتقل سيئة للغاية ونسبة الوفيات عالية. تم إغلاقه في فبراير 1944. أرسل الناجون القلائل الى محتشد الإعتقال ساكسينهاوسين.

بعد ما رحلت المجموعة الأولى من السجناء في مارس 1944 بدأ محتشد الأسرى على العمل على أنه محتشد تجميع للمرضى والمساجين المصابين المنقولين من محتشدات أخرى. كان سجناء ميتيلباو-دورة الـ1000 من بينهم والذين لم يعد بمقدورهم العمل. قام موظفو المحتشد بوضع السجناء في قسم محتشد السجناء, وأصبح هذا القسم يُعرف باسم محتشد الاستجمام ولو لم يكن هناك أي رعاية طبية للسجناء.

ساهمت ظروف المعسكر المخيفة بما فيها ظروف الخدمات الصحية البدائية والجوع ونقص الخدمات الصحية برفع معدلات الموت. قام الممرض والذي كان هو أيضا سجين بقتل العديد من السجناء المصابين بأمراض خطيرة بالحقنة القاتلة في عيادة المحتشد.

بعدما أصبح محتشد الاستجمام مزدحما نقلت القوات الخاصة الإناث المرضى الى ما يسمى بمحتشد الخيمة. أقيم محتشد الخيمة في أغسطس 1944 في قسم من أقسام محتشد الأسرى وبدأ على أن يكون محتشد للنقل للنساء الغير يهوديات من بولندا اللاتي رحلهن الألمان للعمل في معامل التسليح. ضم المحتشد حوالي 8000 سجينة مع بداية نوفمبر 1944 اللاتي تم ترحيلهن من أوشفيتز-بيركيناو. كان أكثرهن يهوديات. بعدما دمرت عاصفة هذا المحتشد أنشأ مسؤولو المحتشد ما سمي بمحتشد النساء الصغير ونقلوا الناجيات اليه. تدهورت أحوال هذا المحتشد أكثر مع قدوم مساجين جدد. كان من بين هؤلاء النساء أنا فرانك وأختها مارغوت اللتان ماتتا في بيرغين-بيلسين في مارس 1945.