بعد استيلاء النازيين على الحكم في ألمانيا في 30 يناير 1933 قررت القيادة النازية بأن تقوم بمقاطعة اقتصادية ضد اليهود في ألمانيا. في 1933 عاش حولي 600.000 يهودي في ألمانيا وهذا أقل من 1 % من عدد سكان ألمانيا بأكملها. وكان أغلب اليهود فى ألمانيا فخورين بأنهم ألمان ومواطني دولة أنتجت العديد من العظماء من شعراء ومؤلفين وفنانين وعازفين. خدم أكتر من 100.000 يهودي ألماني خلال الحرب العالمية الأولى في الجيش, وحصل الكثير على امتيازات للشجاعتهم.

تقلد اليهود مناصب حكومية مهمة ودرّس البعض في الجامعات الألمانية الشهيرة. ومن جوائز نوبل التي حصل عليها 38 كاتب وعالم ألماني بين 1905 و1936 منها 14 جائزة فاز بها اليهود. أصبح الزواج بين اليهودي وغير اليهودي مسموح به ومشهور بين الألمان. ورغم أن اليهود كانوا يواجهون بعض العنصرية في الحياة الاجتماعية ومكان العمل الا ان الكثير منهم كان واثقا بالمستقبل. فكان اليهود يتقنون اللغة الألمانية ويعتبرون أنفسهم مواطنون ألمان.

وفي 1 أبريل 1933 قام النازيون بأول حملة مقاطعة فى كل انحاء البلاد ضد اليهود وهي مقاطعة كانت تهدف التجارة و الاعمال اليهودية، كانت تلك المقاطعة إنتقام. ادعى النازي ان اليهود الألمان و الأجانب حاولوا الاساءة لسمعة المانيا النازية عن طريق نشر قصص عن الفظائع النازية.

وفي يوم عملية المقاطعة وقف عناصر الـ SA النازية(وهى مجموعات شبه عسكرية) مهددين المحلات و المؤسسات التجارية اليهودية ومكاتب المحامين و الاطباءاليهود. رُسمت نجمة داود بالون الأصفر والأسود والكثير من العبارات المعادة للسامية على الآلاف من الأبواب والشبابيك. كانت هناك إشارات تقول ِ"لا تشتروا من عند اليهود" و"اليهود سبب سوء البلد". حدث في ألمانيا كلها عمليات عنف ضد اليهود وضد ممتلكاتهم و نادراً ما تدخلت الشرطة.

رغم أن عملية المقاطعة تلك التي قام بها رؤساء الحزب النازي المحلي دامت يوما فقط ولم تُتبع من قبل الكثير من الألمان الذين واصلوا التسوق من المحلات اليهودية, فقد وضعت هذه الحملة حجر الأساس لبداية لحملات فى كل انحاء البلاد من قبل الحزب النازي ضد يهود ألمانيا كلهم. وبعد أسبوع اتخذت الحكومة قانونًا يحدد خدمة الموظفين للألمان "الآرين" وتم إلغاء تشغيل الموظفين اليهود بما في ذلك المعلمين في المدارس العامة والجامعات.