في أعقاب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وأثناء الأزمات الاقتصادية والسياسية في جمهورية ويمار، بدأت أفكار تعرف Èعلم الصحة العرقية أو علم تحسين النسل في الإبلاغ السياسة السكانية، وتعليم الصحة العامة، والأبحاث التي تمولها الحكومة. وجادل الموالون لعلم تحسين النسل أنه ببقاء ”غير المناسب“ حيًا ليتوالد ويتكاثر، فإن الطب الحديث وبرامج الرفاهية الباهظة تداخلت مع اختيار الطبيعة-وهو المفهوم الذي طبقه تشارلز دارون علي ”البقاء للأصلح“ في عالم الحيوان والنبات. وبالإضافة لهذا، فقد كان أعضاء في الطبقات المثقفة ”المناسبة“ يتزوجون متأخرًا ويستخدمون طرق تحديد النسل من أجل تحديد حجم الأسرة. وقد آمن المؤيدون لعلم تحديد النسل بأن النتيجة كانت ”انحطاط“ حيوي عام في السكان. وكحل، فقد اقترحوا سياسات حكومية ”إيجابية“ مثل اعتمادات ضريبية علي العائلات بالتبني الكبيرة و”الغنية“، وإجراءات ” سلبية“، وبالأخص تطهير”التابعين“ الوراثيين.

وقد اشتمل المؤيدين لعلم تحسين النسل الأطباء، ومسؤولين في الصحة العامة، وأكاديميين في مجالات الطب الحيوي، علي اليسار واليمين السياسي. ومن خلال الخدمة في اللجان الحكومية وإدارة الأبحاث عن الوراثة، فقد حذر الخبراء من أنه لو لم تنتج الأمة أطفالاً أكثر صلاحًا، فإنها تتجه نحو الانقراض. وقد دافعت فئة متزايدة، والتي تربط علم تحسين النسل بالعرق، عن ”الشماليين“ الشقر بعيدين النظر ”كصالحين من الناحية التناسلية“ وناقشوا ”خلط الأعراق“ على أنه مصدر للانحطاط الحيوي. وقد تشربت أفكار تحسين النسل في أيديولوجية وبرنامج الحزب النازي الناشئ في العشرينيات.

لو تخيلنا . . . ساحة معركة مغطاة بآلاف الشباب القتلى. . . وبعد ذلك مؤسساتنا للمعتوهين ورعايتهم. يكون الفرد خائفًا بشدة من. . . . التضحية بأفضل البشرية بينما تبدد الرعاية المثلية على حياة الغير جديرين".
كارل بندنج والفرد هوتش، تفويض بتدمير حياة من لا يستحقون الحياة، مدينة ليبزج، 1920

علم تحسين النسل العالمي
لقد كان الموالون الألمان لعلم تحسين النسل جزءًا من الظاهرة العالمية. لقد صاغ العالم الإنجليزي فرنسيس جالتون مصطلح علم تحسين النسل، بمعنى ”النسل الجيد“، في عام 1883. وأنشأت نظرية عالم الأحياء الألماني أوجست ويزمن عن ”البلازما الجرثومية الغير قابلة للتغير“، والتي نشرت عام 1892، تأييدًا عالميًا لعلم تحسين النسل، مثلما فعل إعادة اكتشاف نظرية عالم النبات النمساوي جريجور مندل عام 1900 أن البناء الحيوي للكائنات الحية تم تحديده بواسطة ”عوامل“ معينة عرفت فيما بعد بالجينات. استخدم المصطلح جين أول مرة بواسطة عالم دنمركي عام 1909.

وقد عرض الموالون ذوى العقلية الإصلاحية لعلم تحسين النسل في جميع أنحاء العالم حلولاً حيوية للمشاكل الاجتماعية الشائعة في المجتمعات التي تواجه تحضراً وتصنيعًا. وقد رتبوا الجماعات من ”الأعلى“ إلى ”الأدنى“، بعد تصنيف الأفراد إلي مجموعات مسماه باستخدام النظريات العلمية عن الملاحظات اليومية، والسلالات الأسرية، والمعايير البدنية، واختبارات الذكاء. عندما أصبح التطهير الجراحي الكامل هو الاقتراح الأكثر شيوعًا لمنع ”التابعين“ الغير منتجين من التكاثر ولتوفير نفقات الرعاية الخاصة والتعليم. ولكن كسب التطهير فقط تأييدًا سياسيًا محدودًا. واعترض الكاثوليكيون علي التدخل في التكاثر الإنساني، واستنكر التحرريون انتهاك الحقوق الشخصية. وقبل عام 1933، اتضح أن تمرير القوانين التي تجيز التطهير ”الاختياري“ لنزلاء السجون والمستشفيات العقلية الحكومية ملائم سياسيًا فقط في الدنمرك، حيث كانت القوانين تستخدم قليلاً. وقد أيد علماء تحسين النسل قوانين التطهير بشكل أكثر نجاحًا في الأقاليم المستقلة، والمديريات، والولايات في كندا، وسويسرا، والولايات المتحدة.