هنريش باير

كان هنريش تاجرًا يهوديًا يدير تجارة الأقمشة مع زوجته ياني في بلدة روخهايم الصغيرة عند نهر الراين. هاجر ابنهما كورت إلى أمريكا بعد الحرب العالمية الأولى. وساعدتهم ابنتهما إيدا في المتجر حتى تزوجت. كان متجر عائلة باير في الطابق الأول من منزلهم المريح المكون من طابقين. وفي الصيف استمتعوا بالحديقة الموجودة في الخلف.

1933 - 1939: وصل النازيون إلى السلطة في ألمانيا وقرر العديد من اليهود مغادرة ألمانيا. أبحرت ابنة أختنا لويس مؤخرًا إلى أمريكا. اعتادت على زيارتنا كل صيف وكانت مثل أخت صغيرة لابنتنا إيدا. فكرت أنا وياني في مغادرة ألمانيا ولكن لا نستطيع فعل ذلك دون أن تسافر معنا إيدا وحفيدتنا فريا. على أي حال لم يرغب زوج إيدا في مغادرة عمله. ومن الذي سيتكفل بنا جميعًا للذهاب إلى أمريكا؟

1940 - 1942: كنت أنا وياني مع إيدا وأسرتها ممن تم ترحيلهم بالفعل إلى معسكرين للاحتجاز في جنوب فرنسا. عندما وصلنا إلى المعسكر الأول جورز كان في الشتاء--بارد وممطر--ولم يكن لدينا سوى القش لننام عليه. أُصيبت"فريا ذات الست سنوات بحمى شديدة وألم حاد بأذنها وكانت تقريبًا ميتة. أما الآن في ريفيسالت كانت هناك فرصة لـوالداها لخروج فريا من المعسكر لسلامتها عن طريق جمعية مساعدة التي كانت تنظم اختفاء الأطفال لدى عائلات فرنسية في الريف. ودعنا كلنا فري".

وفي سبتمبر عام 1942، بعد أيام قليلة من مغادرة فريا المعسكر تم ترحيل هنريش البالغ من العمر 64 عامًا وزوجته وابنته إلى محتشد أوشفيتز حيث لقوا حتفهم. وقد نجت فريا من الحرب.