بوليسلاڤ بروديسكي

نشأ بوليسلاڤ لأبوين يهوديين متدينين، وتربى هو وشقيقته الكبرى في مجمع سكني بأحد المناطق اليهودية بمدينة وارصوفيا. كان والده يعمل محاسبًا. وعندما كان بوليسلاڤ في عمر 8 أعوام، توفيت والدته، وانتقلت إحدى خالاته لرعايته هو وشقيقته. كان بوليسلاڤ شغوفًا بالإلكترونيات. عندما بلغ من العمر 10 أعوام، نجح في صنع جهاز راديو لاسلكي.

1933 - 1939: هاجمت القوات الألمانية مدينة وارصوفيا في 8 سبتمبر 1939. وكان القصف بلا رحمة. لم يشأ والدي أن يترك أقرباءه المرضى ولكنني قررت الفرار أنا وشقيقتي. وانفصلنا عن والدنا في المحطة بسبب الحشود الهائلة. ولم نتمكن من قول الوداع قبل استقلال القطار المتجه إلى الحدود السوفيتية. وصلنا إلى إحدى القرى الصغيرة بالجانب البولندي، وقمنا باستئجار أحد الأشخاص ليرشدنا إلى الطريق سيرًا على الأقدام في الغابات إلى أن وصلنا إلى الجانب السوفيتي.

1940 - 1944: كنت في محتشد العمل بحلول شتاء 1942. شعرت بالإعياء من الحمى التيفية حتى أنني لم أقوى على تناول الطعام. ووعدت بإعطاء حصتي من الخبز لسجين آخر، لذلك كان يدعمني عند نداء الأسماء. ولم أتمكن من الحصول عليه في أحد الأيام. قمت بربط حزام في السرير العلوي، وربطت الطرف الآخر حول رقبتي ومن ثم قفزت. والشيء الآخر الذي يمكنني تذكره، أنني كنت ممدًا على أرض الثكنة العسكرية. وكان السجين الآخر يحاول أن يساعدني على استعادة الوعي، وكان يصرخ قائلاً: "أسرع، ستفوتك حصة الخبز اليوم."

تم تحرير بوليسلاڤ على أيدي القوات السوفيتية في تيريزينشتات بمدينة تشيكوسلوفاكيا. وبعد العيش لعدة سنوات في أحد محتشدات المرحلين، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1949.