سيليا بيترانكر

كانت سيليا الأصغر بين ثلاث بنات وُلدن لأبوين يهوديين يعيشان في مدينة ستانيسلاف [ستانسيلافوف] ببولندا. كان والدها صهيونيًا متحمسًا وكان يحلم بالانتقال بعائلته إلى فلسطين للمساعدة في بناء الوطن اليهودي. التحقت سيليا وأخواتها بمدارس عبرية خاصة للمراحل الثانوية والابتدائية للمساعدة في تحضيرهم لهجرتهم النهائية إلى فلسطين.

1933 - 1939: غادرت بيبكا, أخت سيليا الكبرى, إلى فلسطين بعد أسبوع من احتلال القوات الألمانية لبولندا في 1 سبتمبر 1939. غادرت بيبكا في الوقت المناسب؛ حيث احتلت القوات السوفيتية ستانسيلاف في منتصف سبتمبر. كبرت سيليا أقرب لأختها الأخرى أمالي والتي بدأت في الدراسة الجامعية. كانت أمالي تساعد سيليا في واجباتها المنزلية وساعدتها في فهم الأحداث. تمنت سيليا أن تذهب كل العائلة إلى فلسطين في وقت قريب.

1940 - 1941: احتلت القوات الألمانية مدينة ستانسيلاف في 26 يوليو 1941. أُجبر اليهود الذين تتجاوز أعمارهم 12 عامًا بارتداء شارة بيضاء على الذراع عليها نجمة يهودية زرقاء. أُخبر اليهود بتسليم أنفسهم لمركز المجتمع اليهودي لتكليفهم بالعمل. حصلت سيليا وأختها على دِلاء وفرش تنظيف وتم تكليفهم بتنظيف مركز قيادة الشرطة السرية الألمانية "الجيستابو". تمكنت سيليا من خلال نافذة المبنى من رؤية اليهود المحتجزين في الساحة وهم يبكون طلبًا للمساعدة. ويوم ما - لم تتحمل معاناتهم - ألقيت سيليا غدائها المكون من الخبز والجبن.

اكتشف ضابط ألماني سيليا وهي تلقي بالطعام لليهود المسجونين. تم احتجازها وضربها وإعدامها فيما بعد. كانت سيليا تبلغ من العمر 17 عامًا.