هاري توبوريك

كان هاري واحدًا من ثمانية أطفال ولدوا لعائلة يهودية كبيرة في بلدة لاسك البولندية والتي تبعد 18 ميلًا عن جنوب غرب لودز. كانت أسرة توبوريك تدير مدبغة، وكان هاري يذهب إلى مدرسة عامة في الصباح ومدرسة دينية بعد الظهر. بعد تخرج هاري من المدرسة الثانوية، أصبح يساعد أسرته في إدارة المدبغة.

1933 - 1939: في يوم الجمعة بتاريخ الأول من سبتمبر 1939، احتلت ألمانيا بولندا وفي يوم الأحد التالي بدأت الطائرات الألمانية في قصف لاسك. لم نستطع محاربة الطائرات، لذا هربنا إلى الحقول. أفقدتنا القاذفات الانقضاضية أعصابنا، فكانت تبدو وكأن النيران تتساقط من السماء. هربت أسرتي إلى قرية مجاورة، وبعد بضعة أيام، تقدمت أنا وأخوي أفرويم ولايب نحو لودز ولكن سيطر الألمان على المدينة بعدها بفترة قصيرة، لذا عدنا إلى لاسك، وحينها احتل الألمان بلدتنا [لودز].

1940 - 1944: في 1943 تم ترحيلي أنا وأخي سام إلى يافوشنا وهو محتشد فرعي لأوشفيتز وهناك عملنا في مناجم الفحم. كنت أقوم أيضًا بعملًا إضافيًا كدباغ لجلود الأرانب لصالح قائد المحتشد وهذا أنقذ حياتنا، فقد كنت أنا وسام في المشفى عندما تم إصدار أمر بإرسال جميع المرضى إلى أوشفيتز ليتم قتلهم بالغاز. عندها لاحظني قائد المحتشد وعرف أنني الدباغ ثم جعلني أترجل من الشاحنة، ثم ذهبت إلى القائد وتوسلت إليه أن ينقذ حياة سام أيضًا. كنا السجينان الوحيدان اللذان أنقذهما قائد المحتشد من المشفى بأكمله.

في يناير 1945، أثناء تقدم الجيش الأحمر، تم إجبار هاري على السير خارج ياشوفنا مع باقي المحتشد، ثم حررته القوات السوفيتية بعدها بخمسة أشهر في 8 مايو 1945.