يصف فريد باخنار رحلته إلى بولندا الشرقية أثناء الغزو الألماني لبولندا في سبتمبر من عام 1939

قمنا بحمل كل متعلقاتنا في حقيبة سفر، كما قمنا بسحب عربة أطفال ووضعنا حقيبة السفر فوقها، ومن ثم بدأت العائلة بالتجمع معًا وبدأنا النزوح تدريجيًا إلى بولندا. لا أتذكر الآن عدد الكيلو مترات التي قمنا بسيرها، فمن المحتمل أن تكون...لا لا يمكنني التذكر الآن، فقد قمنا بالسير أربعة أو خمسة أيام لما يقرب من 100 كيلو متر أو 70 كيلو مترًا، ومن ثم قمنا بالسير في الحقول، فكما تعرف أن حقول الذرة أصبحت خاوية، إلا أن البطاطس كانت لا تزال بالحقول لأنها حقول كبيرة جدًا في بولندا. ولذلك فقد شرعنا في الانتقال لأبعد من ذلك، ومن الذي يمكن أن نلتقي به في هذا المكان؟ إنهم الجنود الألمان، لقد اجتازونا، لم يكونوا أمامنا في الطرق تمامًا ولكنهم هبطوا بالمظلات في مناطق متقدمة وقاموا بتأمين المناطق التالية. وعند وصولنا لتلك المناطق، رأينا الجنود الألمان وتحدثوا إلينا قائلين: "عودوا إلى دياركم، عودوا إلى دياركم، جميعًا، أينما كنتم...وأينما تقع مدينتكم، عودوا إلى دياركم." وبدأ هناك الجنود الألمان في إظهار العداء للسامية عند رؤيتهم لليهود، فرجال الدين اليهودي اعتادوا إطلاق لحاهم وكانت سوالفهم كبيرة الحجم، لن تصدق ما حدث فعلاً، ولكن الجنود أخذوا بلحاهم ينتزعونها ويتجاذبونها، فاضطر اليهود لوضع ضمادة حول أذقانهم لكي لا يظهر شعر اللحية، وعندما أتى الألمان تظاهر اليهود بأنهم يعانون من ألم الأسنان أو الصداع لحماية أنفسهم.