فيليسيا كارو

نشأت فيليسيا لعائلة يهودية تعيش في حي تقطنه أغلبية كاثوليكية، في مدينة لودز الصناعية. ويعيش أقرباء والدها في بولندا منذ 400 سنة. وكان مسؤولاً عن المدرسة الثانوية اليهودية للبنين. وتُعرف باسم لوسيا بين أفراد العائلة والأصدقاء، درست فيليسيا بمدرسة يهودية ثنائية اللغة حيث درست مواد باللغتين العبرية والبولندية.

1933 - 1939: عندما كنت أبلغ من العمر 12 عامًا، سمعت الكثير من الأخبار السيئة حول النازيين. وكان يسكن بالجوار لاجئة يهودية ألمانية بولندية الأصل. وأجبرها النازيون على الرحيل، كما قالت، وقتلوا زوجها. وكان يزعجني سماع حديثها، كما أنني أعرتها بعض الكتب وقمت بتدريس اللغة البولندية لولديها الصغار كنوع من أنواع المساعدة. كنا نسمع كثيرًا بالمدرسة أنهم يقولون أن القوات البولندية بإمكانها هزيمة القوات الألمانية ولا توجد حاجة للقلق. إلا أنه في عام 1939، غزت القوات الألمانية بولندا واحتلتها.

1940 - 1944: وفي يناير 1940 تم إجبارنا على الانتقال إلى حي اليهود. وعندما اقتربت القوات السوفيتية في أغسطس 1944، ووجه رجل القوات الخاصة أوامره للناجين منا بالتجمع بالقرب من خط السكك الحديدية "لإعادة التوطين". وكنوع من أنواع الحافز، قدموا رغيفًا من الخبز للذين ذهبوا عن طيب خاطر. وكانت رهبتنا من "إعادة التوطين" تفوق شعورنا بالجوع، وبدأ بعضنا بالاختباء في مكتب والدي بالطابق الثاني. وكنا نأمل أن لا يرانا أحد، ولكن صراخ أحد الأطفال أرشدهم إلى مكاننا. وصعدت قوات الشرطة إلى الطابق الأعلى ومن ثم وجهت أوامرها لنا بالاصطفاف.

وتمكنت فيليسيا من البقاء على قيد الحياة عند نقلها إلى محتشد أوشفيتز والمحتشدات الأخرى في ألمانيا. وعملت القوات البريطانية على إطلاق سراحها في بيرجن بيلسن في اليوم الموافق 15 أبريل 1945، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1948.