فريدا ألتمان فيلمان

نشأت فريدا في منزل مزدحم يتكون من غرفة واحدة يقع بمدينة سوكولو بودلاسكي، وهي مدينة صناعية صغيرة تقع بوسط بولندا. توفي والد فريدا عندما كانت تبلغ من العمر سنتين، ثم انتقلت والدتها لتعود إلى وطنها مرة أخرى في سوكولو بودلاسكي، حيث قامت بفتح متجرًا لبيع الدواجن. وكانت عائلة ألتمان تتحدث اللغة اليديشية، وهي عائلة يهودية متدينة، وكانت فريدا هي الطفلة الأصغر من بين أربعة أطفال.

1933 - 1939: دخلت القوات الألمانية مدينتنا في 20 سبتمبر 1939، بينما كنت جالسة، ينتابني الخوف، مع عائلتي وأصدقائي في مأوى عندما أتى ثلاثة جنود وأجبروني أنا واثنتين من صديقاتي على الذهاب خلف المبنى. وقاموا هناك باغتصابي تحت تهديد بالسلاح. وكنت أعتقد أن خطيبي لن يرغب في الزواج مني بعد ذلك. إلا أن ميندل تفهم الأمر. وهربنا سويًا إلى بياليستوك الواقعة تحت الاحتلال السوفيتي، وتزوجنا هناك في اليوم الموافق 14 نوفمبر.

1940 - 1944: في يناير 1940، أرسلتنا القوات السوفيتية مع العديد من اللاجئين الآخرين من اليهود في بياليستوك، شرقاً إلى محتشدات العمل في سيبيريا. وهناك كان منيدل يعمل في قطع الأشجار، ورُزقنا بابننا أبراهام. ومن ثم تم إرسالنا إلى العمل في المزرعة التعاونية بشبه جزيرة القرم. ووصل غزو القوات الألمانية إلى شبه جزيرة القرم في سبتمبر 1941، وعلمنا بما تفعله القوات الألمانية باليهود، ولذلك قامت القوات السوفيتية بإجلاء اليهود إلى القوقاز، إلى أذربيجان أولاً ومن ثم إلى أرمينيا. وعندما كنا في القوقاز توفي ابني أبراهام متأثرًا بمرض الخناق.

عادت فريدا وعائلتها إلى القرم بعد انسحاب القوات الألمانية عام 1944. بعد الحرب، عادت عائلة فيلمان إلى بولندا عام 1949 وهاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.