يصف ميجسلاف ماديسكى المعركة أثناء مقاومة وارسو البولندية

ثم بدأت مهاجمة رجال القوات الخاصة. وعندما شاهدنا استعدادهم للهجوم، قمنا باتخاذ الخطوات الأولى لأنهم كانوا ينتظرون، فكما تعرف أنهم لم يكونوا على استعداد للقتال. ومن ثم بدأنا القتال مع هؤلاء الأشخاص، فلقد جعلناهم يمرون بوقت عصيب للغاية حيث كانوا يختبئون في المقابر. ذهبنا إلى المقابر، إلى مقاطعة المقابر، حيث كانت مقبرة اليهود تقع في الجانب الشمالي وكانت هذه مقبرة كاثوليكية. وقمنا بالذهاب إلى المقبرة بالجانب الشمالي وبدأ القتال عنيفًا للغاية وتعرضت للإصابة هذه المرة. لقد تم قتل أحد أصدقائي وأُصبت بجراح. وعندما تعرضت للإصابة طلبت من صديقي العودة على الفور، لأنني كنت مصابًا...يا لها من فاجعة...فكما تعرف لا يمكن البقاء لوقت متأخر وتوجهت إلى صديقي بالحديث قائلاً: "أعطني المزيد من القنابل، القنابل اليدوية، ثم امض أنت في طريقك. انطلق واذهب بعيدًا، وسأبقى هنا في انتظار هؤلاء الألمان، فكما تعرف كانت لدي القنابل اليدوية، وسأظل أقاتل ما دمت قادرًا على ذلك". إلا أنهم رفضوا ذلك بشدة، وقالوا بأننا كنا دائمًا معًا قبل المقاومة. وواجهنا سويًا أيامًا مريرة"، وقاموا بجذبي قائلين: "لا يمكنك البقاء هنا" وساعدوني للعودة إلى المدرسة. وشاهد أصدقائي بالمدرسة أنني مصاب بجراح، فقاموا بإجراء الإسعافات الأولية، ومن ثم قاموا بنقلي إلى حي اليهود حيث لا توجد القوات الألمانية، ووضعوني بداخل سيارة الإسعاف، حيث أصبح لدينا سيارة إسعاف، فلقد عثرنا على كل شيء عند القتال: فأصبح لدينا سيارة ودبابات وسيارات إسعاف. لقد اعتنوا بي ووضعوني بسيارة الإسعاف ومن ثم انتقلنا إلى حي اليهود، عبر الجزء القديم من البلدة، ومنها إلى المستشفى. كانت المستشفى للأمراض النفسية والعصبية، إلا أنها بالنهاية مستشفى، وقاموا بوضعي بها.