هولوكوست
تعداد اليهود الأوروبيين قبل الحرب: 9.5 ملايين. قبل الحرب العالمية الثانية كان أكثر من نصف عدد اليهود في العالم يعيشون في أوروبا. وكانوا يتمركزون بصفة رئيسية في أوروبا الشرقية وبالأخص الاتحاد السوفيتي وبولندا. وفي 1933 وصل الحزب النازي إلى السلطة في ألمانيا. وعمل الألمان على توسيع نطاق سلطتهم في أوروبا الوسطى فقاموا بضم النمسا وتشيكوسلوفاكيا. وغزت ألمانيا بولندا في 1939 مما أشعل الحرب العالمية الثانية. وخلال العامين التاليين، بسطت ألمانيا سيطرتها على غالبية أوروبا. وأقام الألمان أحياء يهودية في المناطق الشرقية المحتلة لعزل واضطهاد السكان اليهود. وقد توسعت السياسة النازية المعادية لليهود مع غزو الاتحاد السوفيتي في عام 1941. وقامت وحدات القتل المتنقلة بقتل اليهود والرومانيين (كان يطلق عليهم الغجر كذلك) والمفوضين السياسيين السوفييت وغيرهم. وقام الألمان والمتعاونون معهم بترحيل اليهود إلى مراكز الإعدام في بولندا المحتلة. وكانت القطارات المكدسة باليهود تصل يوميًا من مناطق مختلفة في أوروبا إلى أكبر محتشد للإعدام، أوشفيتز-بيركيناو. وبنهاية الحرب، كان حوالي 6 ملايين يهودي وملايين من غير اليهود قد أبيدوا في المحرقة. تعداد اليهود بعد الحرب في 1950: 3.5 ملايين.
في كانون الثاني/يناير 1945، كانت دولة الرايخ الثالث تقف على حافة الهزيمة العسكرية. فعند وصول قوات الحلفاء إلى محتشدات النازيين، قامت القوات الخاصة الألمانية(SS) بتنظيم مسيرات موت لسجناء محتشدات الاعتقال، وذلك للحفاظ بشكل جزئي على عدم وقوع عدد كبير من السجناء في أيدي الحلفاء. والمصطلح "مسيرة موت" ربما يكون، سجناء محتشدات الاعتقال هم من قاموا بصياغته. حيث يشير هذا المصطلح إلى المسيرات الإجبارية لسجناء محتشدات الاعتقال لمسافات طويلة تحت حراسة مشددة وظروف غاية في القسوة وأثناء مسيرات الموت، قام حراس القوات الخاصة الألمانية(SS) بممارسات وحشية ضد السجناء وأيضًا قاموا بقتلهم. وقد انطلقت أضخم مسيرات الموت من محتشدي "أوشفيتز" و"شتوتهوف".
اطلع على المزيداتسعت منظومة المحتشدات النازية بسرعة بعد بداية الحرب العالمية الثانية في أيلول/سبتمبر 1939، حيث أصبحت الأعمال الشاقة من العوامل المهمة المؤثرة في الإنتاج الحربي. وقد أصبح نقص الأعمال في اقتصاديات الحرب الألمانية أمرًا حرجًا بعد هزيمة ألمانيا في معركة ستالينجراد في 1942-1943، مما أدى إلى زيادة استغلال السجناء في محتشدات الاعتقال كعمال قسريين في مصانع الأسلحة الألمانية. وعلى نحو استثنائي وفي عامي 1943 و1944، تم تأسيس مئات من المحتشدات الفرعية بالقرب من المؤسسات الصناعية. وهذه المحتشدات الفرعية كانت بشكل عام أصغر حجمًا من المحتشدات الرئيسية التي كانت تُديرها وتمدها بما يلزمها من السجناء. فمحتشدات مثل "أوشفيتز" ببولندا و"بوخينفالد" بوسط ألمانيا و"جروس-روزن" بشرق ألمانيا و"ناتسفايلر" "شتروتهوف" بشرق فرنسا و"رافينسبريك" بالقرب من برلين و"شتوتهوف" بالقرب من دانتسج على ساحل البلطيق، أصبحت مراكز إدارية لشبكة ضخمة من محتشدات العمل القسري الفرعية.
اطلع على المزيدفي مؤتمر "فانسي" في برلين بألمانيا في كانون الثاني/يناير 1942، خَلُص كل من القوات الخاصة الألمانية (حراس النخبة للدولة النازية) وممثلون عن وزارات الحكومة الألمانية إلى أن الحل النهائي، وهو الخطة النازية لقتل يهود أوروبا، سوف يشمل 11 مليوناً من يهود أوروبا، بمن فيهم أولئك الموجودين في البلاد غير المحتلة مثل أيرلندا والسويد وتركيا وبريطانيا العظمى. وقد تم ترحيل اليهود من ألمانيا ومن المناطق الأوروبية التي تحتلها ألمانيا إلى محتشدات الاعتقال في بولندا المحتلة عبر خطوط القطارات، حيث تم قتلهم هناك. فقد حاول الألمان إخفاء نواياهم، حيث أشاروا لعمليات الترحيل على أنها "إعادة توطين في الشرق". وكان يتم إخبار الضحايا أنهم مأخوذون إلى محتشدات عمل، ولكن في الحقيقة، ومنذ 1942، كانت الترحيلات تعني بالنسبة لمعظم اليهود محطات انتقال إلى مراكز القتل وبعدها يكون الموت المحتوم.
اطلع على المزيدكانت محتشدات الإبادة تُعد بمثابة مراكز القتل، وقد صُممت خصيصًا لتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية. ففي الفترة من عام 1941 وحتى 1945، قام النازيون بتأسيس ستة محتشدات للإبادة في المناطق التي كانت بولندية فيما سبق — "خيلمنو" و"بيلزيك" و"سوبيبور" و"تريبلينكا" و"أوشفيتز بيركيناو" (جزء من مجمع أوشفيتز) و"مايدانيك". حيث تم تأسيس محتشدي "خيلمنو" و"أوشفيتز" في المناطق التي تم ضمها لألمانيا في عام 1939. أما المحتشدات الأخرى (بيلزيك وسوبيبور وتريبلينكا ومايدانيك) فقد تم تأسيسها في منطقة Generalgouvernement (الحكومة العامة) ببولندا. وكانت وظيفة كلٍ من محتشدي "أوشفيتز" و"مايدانيك" تتمثل في كونهما من محتشدات الاعتقال ومحتشدات العمل القسري بالإضافة إلى كونهما مراكز للقتل. وقد كانت الغالبية العظمى من ضحايا محتشدات الإبادة من اليهود. وتشير التقديرات إلى أنه يوجد ما يقرب من 3.5 مليون يهودي تم قتلهم في محتشدات الإبادة الستة هذه كجزء من خطة الحل النهائي. وكان من بين الضحايا الآخرين، الرومان (الغجر) وأسرى الحرب السوفيت.
اطلع على المزيدفي كل المناطق الأوروبية التي احتلتها ألمانيا، كان الألمان يعتقلون كل مَن كان يقاوم تسلطها وكل من كانت تحكم عليه بأنه وضيع عرقيًا أو غير مقبول سياسيًا. وأولئك المعتقلون لمقاومتهم النظام الألماني غالبًا ما كان يتم إرسالهم إلى محتشدات الاعتقال أو العمل الشاق. فقد قام الألمان بترحيل اليهود من كل المناطق الأوروبية المحتلة إلى محتشدات الإبادة ببولندا، التي تعرضوا فيها للقتل المنظم، وأيضًا إلى محتشدات الاعتقال، حيث تم استغلالهم في الأعمال القسرية. محتشدات الانتقال مثل "ويستربورك" و"جورز" و"ميشيلان" و"درانسي" في غرب أوروبا ومحتشدات الاعتقال مثل "بولزانو" و"فوسولي دي كاربي" بإيطاليا كانت تستخدم كمراكز تجميع لليهود، الذين كان يتم ترحيلهم بعد ذلك بالقطارات إلى محتشدات الإبادة. وطبقًا لتقارير القوات الخاصة الألمانية(SS)، كان هناك أكثر من 700.000 سجين مسجلين في محتشدات الاعتقال في كانون الثاني/يناير 1945.
اطلع على المزيدقام الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية بإقامة أحياء يهودية بشكل أساسي في شرق أوروبا (بين 1939 و1942) وأيضًا في المجر (في 1944). كانت هذه الأحياء اليهودية عبارة عن مناطق مغلقة في أي مدينة يجبر الألمان اليهود على العيش فيها تحت ظروف قاسية للغاية. لقد اعتبر الألمان إقامة أحياء اليهود إجراءً مؤقتًا لفصل اليهود وعزلهم والسيطرة عليهم. ومع بداية عام 1942، بعد اتخاذ القرار بقتل اليهود، شرع الألمان في التدمير المنظم لأحيائهم، وترحيلهم إلى محتشدات الإبادة حيث كان يتم قتلهم.
اطلع على المزيدكان الرومان (الغجر) من بين الجماعات التي اختارها النظام النازي لاضطهادها عرقيًا. فقد تعرض الرومان للاعتقال والترحيل والعمل القسري وتم إرسالهم إلى محتشدات الاعتقال. وقامت أيضًا وحدات القتل المتنقلة بقتل عشرات الآلاف من الرومان في المناطق الشرقية التي تحتلها ألمانيا. لقد كان مصير الرومان مرتبطاً إلى حد بعيد بمصير اليهود.
اطلع على المزيدفي العرف النازي، كانت عبارة "القتل الرحيم" تشير إلى القتل المنظم لهؤلاء الألمان الذين اعتبرهم النازيون "لا يستحقون الحياة" بزعم أن بهم عيوباً أو أمراضاً جينية (وراثية). وفي بداية خريف 1939، تم تأسيس محتشدات القتل بالغاز في كلٍ من "بيرنبرج" و"براندنبرج" و"جرافنيك" و"هادامار" و"هارتايم" و"سونينشتاين". فكان الأطباء ينتقون المرضى لنقلهم من العيادات إلى أحد هذه المحتشدات المركزية لقتلهم بالغاز. وبعد موجات الغضب الشعبي التي وضعت حدًا لعمليات القتل المركزية هذه، قام الأطباء بتدبير وسيلة أخرى للقتل عن طريق الحقن المميتة التي تُعطى لأولئك الذين يتم اختيارهم "للقتل الرحيم" في كل عيادات ومستشفيات ألمانيا. وبهذه الطريقة، استمر برنامج "القتل الرحيم" وبتوسع حتى نهاية الحرب.
اطلع على المزيدتم تأسيس أول محتشدات الاعتقال النازية في ألمانيا مباشرةً بعد تولي هتلر منصب المستشارية في كانون الثاني/يناير 1933. فقامت قوات العاصفة (جيش الإنقاذ) والشرطة بتأسيس محتشدات الاعتقال للتعامل مع الأعداد الكبيرة للمعتقلين المتهمين بمعارضتهم السياسية للنظام. وقد انتشرت هذه المحتشدات على المستوى المحلي في كل مكان بألمانيا. وتدريجيًا، تم حل معظم هذه المحتشدات الأولى واستبدالها بمحتشدات اعتقال منظمة مركزيًا تحت السلطة الكاملة للقوات الخاصة الألمانية (حراس النخبة للدولة النازية). وبحلول 1939، تم تأسيس سبع محتشدات اعتقال ضخمة. فبالإضافة إلى محتشد "داخاو"، كان هناك محتشد "زاكسن هاوزن" (1936) في شمال برلين ومحتشد "بوخينفالد" (1937) بالقرب من فايمار ومحتشد "نيونجامي" (1938) بالقرب من هامبورج ومحتشد "فلوسنبرج" (1938) ومحتشد "ماوتهاوزن" (1938) ومحتشد "رافينسبريك" (1939).
اطلع على المزيدلعبت شبكة السكك الحديدية الأوروبية دورًا حاسمًا في تنفيذ خطة الحل النهائي. فقد تم استخدامها في ترحيل اليهود من ألمانيا ومن المناطق الأوروبية التي احتلتها ألمانيا إلى محتشدات الاعتقال في بولندا المحتلة، حيث تم قتلهم هناك. فقد حاول الألمان إخفاء نواياهم، حيث أشاروا لعمليات الترحيل على أنها "إعادة توطين في الشرق". وكان يتم إخبار الضحايا أنهم مأخوذون إلى محتشدات عمل، ولكن في الحقيقة، ومنذ 1942، كانت الترحيلات تعني بالنسبة لمعظم اليهود عمليات انتقال إلى مراكز القتل. وعمليات الترحيل بهذا الحجم تطلبت تنسيقًا بين العديد من وزارات الحكومة الألمانية، ومن بينها المكتب الرئيسي لأمن الرايخ (RSHA) ووزارة النقل ووزارة الخارجية. وقد كان المكتب الرئيسي لأمن الرايخ يقوم بتنسيق وإدارة عمليات الترحيل؛ كما أن وزارة النقل كانت تنظم جدول مواعيد القطارات؛ في حين قامت وزارة الخارجية بالتفاوض مع الدول الحليفة لألمانيا لتسليم اليهود من قاطنيها.
اطلع على المزيدلقد عاش اليهود في أوروبا لأكثر من ألفي عام. فقد قدرت حولية اليهود الأمريكان العدد الإجمالي للسكان اليهود في أوروبا بحوالي 9.5 مليون في 1933. وهذا العدد كان يمثل أكثر من ستين بالمائة من إجمالي السكان اليهود في العالم، الذي قُدِّر بحوالي 15.3 مليون يهودي. وكان معظم اليهود الأوروبيون يسكنون في شرق أوروبا، حيث كان هناك حوالي 5.5 مليون يهودي يعيشون في بولندا والاتحاد السوفيتي. وقبل وصول النازيين للسلطة في 1933، كانت أوروبا تعج بثقافة يهودية فعالة ومتطورة. وفي فترة تتجاوز العقد بقليل، يتم غزو أو احتلال أو الاستيلاء على معظم أوروبا من قبل ألمانيا النازية ويتم قتل معظم اليهود الأوروبيين -- بمعدل اثنين من كل ثلاثة.
اطلع على المزيد
We would like to thank Crown Family Philanthropies, Abe and Ida Cooper Foundation, the Claims Conference, EVZ, and BMF for supporting the ongoing work to create content and resources for the Holocaust Encyclopedia. View the list of donor acknowledgement.