الوشم والأرقام: نظام تعريف السجناء في محتشد أوشويتز
خلال المحرقة، خضع السجناء في محتشدات الاعتقال لوضع وشم في موقع واحد فقط، هو مجمع محتشد الاعتقال في أوشويتز، الذي كان يتألف من أوشويتز I (المحتشد الرئيسي)، وأوشويتز II (أوشويتز بيركناو)، وأوشويتز III (مونويتز والمحتشدات الفرعية)
تخصيص الأرقام التسلسلية في المحتشد وإدخال الوشم
وكان يتم تعيين السجناء الواردين برقم تسلسلي للمحتشد والذي كان يتم خياطته على ملابس السجن الخاصة بهم. وكان هؤلاء السجناء الذين تم اختيارهم للقيام بالأعمال هم الذين يتم إصدار هذه الأرقام التسلسلية لهم فقط؛ أي أن السجناء الذين يتم إرسالهم مباشرة إلى غرف الإعدام بالغاز لم يكن يتم تسجيلهم ووضع هذه الأوشمة لهم.
مبدئيًا، قامت سلطات الشرطة السرية بتمييز السجناء الذين كانوا في المشفى أو الذين كان سيتم إعدامهم برقم تسلسلي في المحتشد يوضع على الصدر بحبر لا يمكن إزالته. وعند إعدام السجناء أو موتهم بطرق أخرى، كان يتم التخلص من ملابسهم التي تحمل الرقم التسلسلي للمحتشد. وعلي افتراض معدل الوفيات في المحتشد ومع نشاط التخلص من الملابس، لم يكن هناك طريقة لتحديد الجثث بعد إزالة الملابس عنها. وبذلك، فقد قدمت سلطات الشرطة السرية نشاط وضع الأوشمة بغرض تحديد الجثث الخاصة بالسجناء المسجلين الذين لقوا حتفهم.
وقبل أن أبلغ السادسة من عمري، تم ترحيل عائلتي إلى محتشد أوشفيتز من الحي اليهودي بتيريزينشتات. تم وشم ذراعي بالرقم 169061. وهناك، تم فصلي عن أختي وأمي ووضعوني في ثكنة مع الأولاد الأكبر سنًا - بدا أن العديد منهم توأمان.
كان هناك شخص واحد يقوم بفرك... قطعة صغيرة من الكحول القذر على ذراعك، والآخر كان لديه... إبرة مع محبرة، وكان يقوم بالترقيم. إذن رقمي هو 65,316.
طريقة الوشم
في الأصل، طابعًا معدنيًا خاصًا، يحمل أرقامًا قابلة للتبادل مصنوعة من بعض الإبر التي يبلغ طولها سنتيمترا واحدا تقريبًا. مما أتاح وضع الرقم التسلسلي بالكامل بالوخز بضغطة واحدة على الجزء العلوي الأيسر من الكتف للسجين. وكان يتم حك الحبر بالجرح الذي كان ينزف.
وعندما تبين أن طريقة الطابع المعني هي طريقة غير عملية، تم تقديم جهاز يتكون من إبرة واحدة، الذي كان يقوم بثقب مخطط الأرقام المكونة للرقم التسلسلي على الجلد. وتم تغيير موضع الوشم إلى الجانب الخارجي من الساعد الأيسر. ومع ذلك، فقد تم وضع الأرقام للسجناء الذين حضروا في عمليات نقل متعددة في عام 1943 بالوشم على الجانب الداخلي من الجزء العلوي من الساعد الأيسر. وكان يتم إرجاء وضع الوشم بشكل عام خلال عملية التسجيل عندما كان يتم تعيين كل سجين برقم تسلسلي للمحتشد. وحيث أن السجناء الذين كان يتم إرسالهم مباشرة إلى غرف الإعدام بالغاز لم يكن يتم إصدار أرقام لهم، فلم يكن يتم وضع وشم لهم.
اعتماد الوشم في جميع أنحاء مجمع أوشفيتز
كان أول السجناء الذين تم رسم الوشم عليهم هم أسرى الحرب السوفييت الذين تم إحضارهم إلى أوشفيتز، ابتداءً من أكتوبر 1941، للعمل القسري. وفي الشهر التالي، اتخذت قوات الأمن الخاصة قرارًا بوضع وشم على هؤلاء السجناء. وبسبب سوء المعاملة والمجاعة والمرض، مات جميع هؤلاء السجناء السوفييت البالغ عددهم 10.000 تقريبًا في غضون أشهر من وصولهم.
في ربيع عام 1942، بدأت قوات الأمن الخاصة في رسم الوشم بشكل منهجي على جميع السجناء اليهود القادمين. تم تطبيق هذا النوع من تحديد الهوية أيضًا على السجناء المصابين بأمراض خطيرة، ومعظمهم من البولنديين، الذين تم نقلهم من مستشفى المعسكر في أوشفيتز الأول إلى المحتشد المشيد حديثًا في بيركيناو (أوشفيتز الثاني). في أوائل عام 1943، توسعت ممارسة رسم الوشم على السجناء في مجمع محتشدات أوشفيتز. وفي أعقاب هروب سجينة بولندية في فبراير، قرر مكتب قائد المحتشد أن يتم من الآن فصاعدا رسم وشم على أسفل ذراعهم اليسرى لجميع السجناء القادمين. كما تم رسم الوشم على السجناء الذين تم تسجيلهم بالفعل في مجمع المحتشد.
إلا أن فئات معينة من السجناء كانت معفاة من عملية الوشم. ولا ينطبق هذا على السجناء الألمان، أو السجناء من أصل ألماني، أو سجناء الشرطة، أو "سجناء التعليم العمالي". كانت المجموعة الأخيرة تتألف من أشخاص غير يهود من جنسيات مختلفة، ولكن في المقام الأول من الألمان والتشيك والبولنديين والمدنيين السوفييت، الذين تم سجنهم لعدم الالتزام بالانضباط القاسي المفروض على العمال المدنيين في المناطق التي تحتلها ألمانيا. ومن الناحية النظرية، كان من المقرر احتجاز هؤلاء السجناء لمدة تصل إلى 56 يومًا وإجبارهم على العمل ما لا يقل عن 10 ساعات يوميًا من أجل "إعادة تثقيفهم". بالإضافة إلى ذلك، لم يتم رسم الوشم على المدنيين البولنديين الذين تم ترحيلهم إلى أوشفيتز بعد مقاومة وارسو المسلحة عام 1944. ولم يكن على بعض السجناء اليهود الذين تم احتجازهم أثناء العبور إلى محتشدات أخرى الخضوع لهذا الإجراء.
أرقام السجناء
وقد تم تقديم السلسلة الأولى من أرقام السجناء في مايو من عام 1940، مباشرة قبل بدء نشاط رسم الأوشمة. وتم إعطاء هذه السلسلة الأولى للسجناء الذكور واستمر استخدامها حتى يناير من عام 1945، وكانت تنتهي بالرقم 202.499 .وحتى منتصف مايو من عام 1944، كان يتم إعطاء السجناء اليهود أرقامًا من هذه السلسلة.
وقد تم تقديم سلسلة جديدة من أرقام التسجيل في أكتوبر من عام 1941 وظلت تستخدم حتى عام 1944. وقد تم إعطاء ما يقرب من 12.000 سجين من سجناء الحرب أرقامًا من هذه السلسلة (لم يتم تسجيل بعض سجناء الحرب الذين لقوا حتفهم في محتشد أوشويتز مطلقًا كما أنهم لم يتلقوا هذه الأرقام).
وتم تقديم سلسلة ثالثة من الأرقام في مارس من عام 1942 مع وصول الطليعة الأولى من السجينات الإناث. حيث تم تعريف ما يقرب من 90.000 سجينة بسلسلة أرقام تم تكوينها للسجينات الإناث في مارس من عام 1942 حتى مايو من عام 1944.
وكانت كل سلسلة من الأرقام التي تم تقديمها في محتشد أوشويتز تبدأ بالرقم "1". وقد تم رسم وشم على شكل مثلث لبعض السجناء اليهود (ولكن ليس كلهم) أسفل الرقم المسلسل الخاص بهم.
ولكي يمكن تجنب تخصيص أرقامًا عالية إلى حد كبير من السلسلة العامة لعدد كبير من اليهود المجريين الذين عند وصولهم في عام 1944، قامت سلطات الشرطة السرية بتقديم تسلسلات جديدة من الأرقام في منتصف مايو من عام 1944.وكانت هذه السلسلة التي تم استهلالها بالحرف أ، تبدأ بالرقم "1" وتنتهي بالرقم "20.000". ومتى تم الوصول إلى الرقم 20.000، كان يتم تقديم سلسلة جديدة تبدأ بالسلسلة "ب". وقد تلقى 15.000 تقريبًا رجل أوشمة السلسلة "ب". ولسبب ما غير معروف، لم تتوقف السلسلة "أ" الخاصة بالنساء عند 20.000 بل إنها استمرت إلى 30.000.
وتم تقديم سلسلة منفصلة من الأرقام في يناير من عام 1942 لسجناء" إعادة التعليم" الذين لم يتلقوا أرقامًا من السلسلة العامة. وتم تخصيص أرقامًا من هذه السلسلة الجديدة بشكل ارتجاعي لسجناء " إعادة التعليم" الذين لقوا حتفهم أو تم إطلاق سراحهم، بينما تمت إعادة تخصيص الأرقام المسلسلة للسلسلة العامة التي تم تبديلها إلى الوافدين "العام" الجدد. كانت هذه الحالة الوحيدة في تاريخ محتشد أوشويتز التي يتم فيها "إعادة تدوير" الأرقام. وقد تم تسجيل ما يقرب من 9.000 سجين في سلسلة "إعادة التعليم". وفي عام 1943، تم إعطاء السجينات الإناث "لإعادة التعليم" أرقامًا مسلسلة من الأرقام المسلسلة الجديدة الخاصة بهن والتي كانت تبدأ أيضًا بالرقم "1". وكان هناك ما يقرب من 2.000 رقم مسلسل في هذه السلسلة.
وفي بداية فبراير من عام 1943، أصدرت سلطات الشرطة السرية سلسلتين منفصلتين من الأرقام لسجناء روما (من الغجر) الذين تم تسجيلهم في محتشد أوشويتز: إحداهما للرجال والأخرى للنساء. وخلال أغسطس من عام 1944، تم تخصيص الأرقام 10.094 من السلسلة السابقة و10.888 من الأخيرة. وتم إعطاء السجناء الغجر الحرف "غ" بالإضافة إلى الرقم المسلسل.
وقامت سلطات المحتشد بتخصيص ما يزيد عن 400.000 رقم مسلسل للسجناء (مع عدم إحصاء 3.000 رقمتم منحهم لسجناء الشرطة المعتقلين في محتشد أوشويتز نتيجة لازدحام السجون والذين لم يتم تضمينهم في الجرد اليومي للسجناء).