مقدمة

حقائب تخص أشخاصًا تم ترحيلهم إلى محتشد أوشفيتز.

الهولوكوست هي عملية اضطهاد وقتل منهجي بيروقراطي برعاية الدولة لما يقارب من ستة ملايين يهودي قام بها النظام النازي والمتعاونون معه. واعتقد النازيون، الذين استولوا على السلطة في ألمانيا في يناير عام 1933، أن الألمان كانوا "متفوقون عرقيًا" ولذلك أرادوا تأسيس دولة "مطهّرة عرقيا"  وأن اليهود، الذين يُعتبرون "جنس أدنى عرقيًا"، كانوا يشكلون تهديدًا خارجيا لما يسمى المجتمع العنصري الألماني.

كما استهدفت السلطات الألمانية أيضًا مجموعات أخرى, بضمن ذلك الأطفال, بسبب "الوضاعة العرقية والبيولوجية" بحسب رأي النازيين: وكان من بين هؤلاء الرومانيون (الغجر) والمعاقون، وبعض الشعوب السلافية (البولنديون والروس وغيرهم). كما تم اضطهاد مجموعات أخرى لأسباب سياسية وأيدولوجية وسلوكية، ومن بينهم الشيوعيون والاشتراكيون وشهود يهوه والشواذ جنسيًا.

ولأن النازيون دعموا قتل أطفال الجماعات "غير المرغوب فيها"، فإن الأطفال - وخاصة الأطفال اليهود والروما - كانوا قد تعرضوا للتهلكة بشكل شديد خلال الهولوكوست.

إن حساب أعداد الأفراد الذين قُتلوا كنتيجة للسياسات النازية مهمة صعبة. لا توجد وثيقة فردية في زمن الحرب أنشأها المسؤولون النازيون توضح عدد القتلى في المحرقة أو الحرب العالمية الثانية

لتقدير مدى الخسائر البشرية بدقة، اعتمد الباحثون والمنظمات اليهودية والوكالات الحكومية منذ الأربعينيات على مجموعة متنوعة من السجلات المختلفة، مثل تقارير التعداد, والأرشيف الألماني  وأرشيف المحور، والتحقيقات التي تلت الحرب، لتجميع هذه الإحصائيات. ومع ظهور المزيد من الوثائق أو عندما يصل العلماء إلى فهم أكثر دقة للهولوكوست ، قد تتغير تقديرات الخسائر البشرية.

أهم شيء يجب أخذه بعين الاعتبار عند محاولة توثيق أعداد ضحايا الهولوكوست هو عدم وجود قائمة رئيسية بأولئك الذين قضوا نحبهم في أي مكان في العالم.

التقديرات التالية هي من أفضل التقديرات الحالية  للمدنيين والجنود الذين قتلوا على يد النظام النازي والمتعاونين معه.

يتم حساب هذه التقديرات من تقارير وقت الحرب التي تم إنشاؤها من قبل أولئك الذين نفذوا سياسة النازيين، ومن قبل الدراسات الديموغرافية بعد الحرب على فقدان السكان خلال الحرب العالمية الثانية. 

عدد الوفيات 

المجموعة عدد الوفيات
اليهود 6 ملايين 
المدنيون السوفييت حوالي 7 ملايين (بما في ذلك 1.3 من المدنيين اليهود السوفييت، الذين تم تضمينهم في عدد 6 مليون لليهود)
أسرى الحرب السوفيت حوالي 3 ملايين (بما في ذلك حوالي 50.000 جندي يهودي)
المدنيون البولنديون الغير يهود حوالي 1.8 مليون (بما في ذلك بين 50.000 و100.000 من أعضاء النخب البولندية)
المدنيون الصرب (في إقليم كرواتيا والبوسنة والهرسك) 312,000
الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعيشون في المؤسسات حولي 250,000
الغجر (الروما) حولي 250,000
شهود يهوه حولي 1,900
المجرمون  وما يسمى بالمعادين على الأقل 70,000
المعارضون السياسيون الألمان  وأعضاء المقاومة في الأراضي المحتلة من المحور غير محدد
المثليون المئات ، وربما الآلاف (ربما يمكن حسب جزء أيضا من الـ 70,000 مجرمين  وما يسمى بالمعادين اجتماعيا المذكورين أعلاه)

موت اليهود حسب المكان 

فيما يتعلق بعدد اليهود الذين ماتوا في الهولوكوست، فإن أحسن التقديرات لتعطل الخسائر اليهودية وفقا لموقع الوفاة هي:

مكان الموت عدد الضحايا اليهود
معسكر أوشفيتز (بما في ذلك بيركيناو، مونوفيتز، والمحتشدات الفرعية) تقريبا مليون
تريبلنكا تقريبا 925,000
بيلزيك 434,508
سوبيبور  على الأقل 167,000
خيلمنو 156,000–172,000
عمليات إطلاق النار في مواقع مختلفة في بولندا الوسطى والجنوبية التي تحتلها ألمانيا (الحكومة العامة) على الأقل 200,000
عمليات إطلاق النار في غرب بولندا المُدرج في ألمانيا (إقليم وارثلاند) على الأقل 20,000
الوفيات في المرافق الأخرى التي حددها الألمان كمعسكرات اعتقال على الأقل  150,000
عمليات إطلاق النار وعربات الغاز في مئات المواقع في الاتحاد السوفيتي التي تحتلها ألمانيا على الأقل  1.3 مليون
عمليات إطلاق النار في الاتحاد السوفيتي (تم ترحيل اليهود الألمان والنمساويين والتشيكيين إلى الاتحاد السوفيتي) تقريبا 55,000
عمليات إطلاق النار وعربات الغاز في صربيا على الأقل 15,088
الموت  رميا بالرصاص أو كنتيجة العذاب  في كرواتيا في ظل نظام أوستاشي 23,000–25,000
الموت في الأحياء اليهودية  على الأقل 800,000
1غير ذلك  على الأقل 500,000

ملاحظات على التوثيق

لا وثيقة واحدة من زمن الحرب

لا توجد وثيقة واحدة من زمن الحرب تحتوي على التقديرات المذكورة أعلاه عن الوفيات اليهودية.

هناك ثلاثة أسباب واضحة ومترابطة لعدم وجود وثيقة واحدة:

  1. بدأ تجميع الإحصاءات الشاملة لليهود الذين قتلتهم السلطات الألمانية وغيرها من دول المحور في عامي 1942 و1943. وقد انهارت خلال العام ونصف الأخير من الحرب.
  2. وابتداءً من عام 1943، عندما تبين لهم أنهم سيخسرون الحرب، قام الألمان وشركاؤهم في المحور بتدمير الكثير من الوثائق الموجودة. كما دمروا الأدلة المادية على القتل الجماعي.
  3. لم يكن هناك أي موظفون موجودون  لإحصاء الوفيات اليهودية إلا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية والنظام النازي. ومن ثم، لا تُحسب التقديرات الإجمالية إلا بعد انتهاء الحرب وتستند إلى بيانات الخسارة الديمغرافية ووثائق الجناة. على الرغم من أن هذه المصادر مجزأة، فإنها توفر أرقامًا أساسية يمكن من خلالها إجراء الحسابات.

نجت إحدى الدراسات الإحصائية  لليهود الذين قتلتهم السلطات الألمانية من الحرب. كانت نسخة من السجلات التي استولى عليها الجيش الأمريكي في عام 1945. وعلى سبيل المثال، كانت العديد من التصنيفات الإقليمية لمثل هذه البيانات البشعة من بين السجلات التي استولت عليها القوات الأمريكية والبريطانية والسوفيتية بعد الحرب العالمية الثانية. استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى والاتحاد السوفييتي معظم هذه الوثائق في وقت أو آخر كمعارض في الإجراءات الجنائية أو المدنية ضد المجرمين النازيين.

دمر الألمان رموز الدولة البولندية.

أعداد المدنيين البولنديين والسوفيت 

فيما يتعلق بأعداد المدنيين البولنديين والسوفيت، فلا توجد في هذا الوقت أدوات ديموغرافية كافية لتمكين المؤرخين من التمييز بين:

  1. أفراد مستهدفين عرقيا 
  2. الأشخاص الذين هم فعلا أو يُعتقد أنهم كانوا أعضاء نشيطين في حركات مقاومة سرية
  3. الأشخاص الذين قُتلوا انتقامًا لبعض أنشطة المقاومة الفعلية أو المتصورة التي قام بها شخص آخر
  4. خسائر بسبب ما تسمى بالأضرار الجانبية خلال العمليات العسكرية الفعلية 

ولكن بشكل عام, كان في جميع الوفيات في صفوف المدنيين السوفييت والبولنديين والصرب خلال العمليات العسكرية والعمليات ضد حركات المعارضة عامل عنصري. أجرت الوحدات الألمانية هذه العمليات بعدم مراعاة نابعة عن الأيديولوجية مقصودة لحياة المدنيين.

خلاصة

عدّ الضحايا أمر مهم للبحث ولفهم القدر الواضح للجرائم. يوجد خلف كل رقم شخص الذي دمرت آماله وأحلامه. والجهود المبذولة لتسمية الضحايا مهمة لاستعادة فردانيتهم وكرامتهم التي سعى القاتلون  إلى تدميرها.

 

ملاحضة [1] "غير ذلك" يشمل، على سبيل المثال، الأشخاص الذين قتلوا في عمليات إطلاق النار في بولندا في 1939-1940؛ كأنصار في يوغوسلافيا، اليونان، إيطاليا، فرنسا أو بلجيكا؛ في كتائب العمال في المجر؛ خلال أعمال لا سامية في ألمانيا والنمسا قبل الحرب؛ الحرس الحديدي في رومانيا، 1940-1941، وفي مسيرات الإجلاء من معسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل في الأشهر الستة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، كما يعني أيضًا الأشخاص الذين تم إخفاءهم وقتلهم في بولندا وصربيا وأماكن أخرى في الدول الأوروبية المحتلة من قبل ألمانيا.