كانت محتشدات الإبادة تُعد بمثابة مراكز القتل، وقد صُممت خصيصًا لتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية. ففي الفترة من عام 1941 وحتى 1945، قام النازيون بتأسيس ستة محتشدات للإبادة في المناطق التي كانت بولندية فيما سبق — "خيلمنو" و"بيلزيك" و"سوبيبور" و"تريبلينكا" و"أوشفيتز بيركيناو" (جزء من مجمع أوشفيتز) و"مايدانيك". حيث تم تأسيس محتشدي "خيلمنو" و"أوشفيتز" في المناطق التي تم ضمها لألمانيا في عام 1939. أما المحتشدات الأخرى (بيلزيك وسوبيبور وتريبلينكا ومايدانيك) فقد تم تأسيسها في منطقة Generalgouvernement (الحكومة العامة) ببولندا. وكانت وظيفة كلٍ من محتشدي "أوشفيتز" و"مايدانيك" تتمثل في كونهما من محتشدات الاعتقال ومحتشدات العمل القسري بالإضافة إلى كونهما مراكز للقتل. وقد كانت الغالبية العظمى من ضحايا محتشدات الإبادة من اليهود. وتشير التقديرات إلى أنه يوجد ما يقرب من 3.5 مليون يهودي تم قتلهم في محتشدات الإبادة الستة هذه كجزء من خطة الحل النهائي. وكان من بين الضحايا الآخرين، الرومان (الغجر) وأسرى الحرب السوفيت.
أحد المستودعات الكثيرة في محتشد أوشفيتز كان الألمان يخزنون فيه الملابس التي تخص ضحايا المحتشد. وقد تم التقاط هذه الصورة بعد تحرير المحتشد. أوشفيتز، بولندا، بعد يناير 1945.
قد تم الحصول على هذا السبك الخاص بباب غرفة الغاز التي كانت توجد في مركز قتل مايدانيك، بالقرب من لوبلين ببولندا، لمتحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة. وقد كان محتشد مايدانيك يستخدم كمحتشد للاعتقال و العمل الشاق، بالإضافة إلى استخدامه كمركز للقتل. وقد كانت كل غرف الغاز في محتشد مايدانيك مزودة بباب معدني محكم كان يتم غلقه بالرتاج قبل إطلاق الغاز في الغرفة. وكان حرس القوات الخاصة(SS) يقومون بمراقبة عملية القتل من خلال أعين سحرية توجد في أعلى وسط الباب.
ترعرع أبرهام في تشيستوخوفا البولندية وأصبح حلاقا. رحل معية عائلته من غيتو تشيستوخوفا عام 1942 إلى محتشد الاعتقال تريبلنكا حيث اختاروه للأعمال الشاقة, كانت خدمته حلق شعر النساء قبل قتلهم بالغاز وقام بفرز الملابس من الترحيلات القادمة. هرب أبرهام من المحتشد سنة 1943 راجعا إلى تشيستوخوفا حيث عمل في محتشد الاعمال الشاقة من يونيو 1943 حتى تحرير المحتشد من قبل القوات السوفيتية سنة 1945.
في عام 1939، وبينما كانت خدمة كايم في الجيش البولندي تقترب من نهايتها المحددة، قامت ألمانيا باجتياح بولندا. وأسر الألمان كايم وأرسلوه إلى ألمانيا للعمل بالسخرة. وكأسير حرب يهودي، تم إعادة كايم مرة أخرى إلى بولندا. وفي النهاية، تم ترحيله إلى محتشد سوبيبور، حيث ماتت هناك بقية عائلته. وفي ثورة محتشد سوبيبور في عام 1943، قام كايم بقتل أحد الحراس. ثم اختفى مع صديقته، سيلما، التي تزوجها فيما بعد. وقام أحد المزارعين بإخفائهم حتى قامت القوات السوفيتية بتحريرهم في يونيو من عام 1944.
قام الألمان بغزو بولندا في أيلول/سبتمبر عام 1939. وقد تم احتجاز ليو وأسرته في حي اليهود في لودش. وقد تم إجبار ليو على العمل كخياط في أحد مصانع الأزياء الموحدة. وقد تمت تصفية حي اليهود في لودش في عام 1944، وتم ترحيل ليو إلى محتشد "أوشفيتز". ثم تم إرساله بعد ذلك إلى محتشد "جروس روزين" للعمل بالسخرة. ومع تقدم الجيش السوفيتي، تم نقل السجناء إلى محتشد "إيبينسي" في النمسا. وقد تم تحرير محتشد "إيبينسي" في عام 1945.
واحدة من سبعة أطفال، نشأت سارة في بيت يهودي متدين يتحدث اللغة الييدية في سوكولو بودلاسكي، وهي مدينة صناعية في وسط بولندا ذات عدد سكان يهوديين كبير يصل إلى حوالي 5.000. وكان والدا سارة يعملان في تجارة الحبوب. وفي عام 1930، بدأت سارة في الذهاب إلى مدرسة ابتدائية في سوكولو بودلاسكي.
1933-39: وبعد التخرج من مدرسة متوسطة في 1937، وهي في سن الرابعة عشرة، ساعدت سارة أمها الأرملة في هذا الحين في تجارة الحبوب الخاصة بالعائلة. وبعد مرور عامين، قامت ألمانيا بالهجوم على بولندا. وقامت طائرة ألمانية باستهداف سوق سوكولو بودلاسكي وأهداف مدنية أخرى بالقنابل. ودخلت القوات الألمانية البلدة في 20 سبتمبر وأحرقت المعبد اليهودي الرئيسي بعد ثلاثة أيام. ثم قام الألمان بمصادرة ممتلكات العائلة من تجارة الحبوب.
1940-42: وفي خلال العامين التاليين، فرض الألمان قيودًا على اليهود، وفي آخر الأمر تم أمرهم بارتداء نجمة يهودية لتحديد الهوية على ملابسهم. وفي 28 سبتمبر، 1941، أقام الألمان حيًا لليهود وقاموا بتجميع يهود البلدة هناك. وبعد مرور عام تقريبًا، وفي العطلة الأكثر تقديسًا في الديانة اليهودية، وهي يوم الغفران، بدأ الألمان في تجميع الناس في الحي اليهودي. وهؤلاء الذين قاوموا بالاختباء أو حاولوا ذلك تم إطلاق النار عليهم. وتم وضع سارة ووالدتها وأخيها الصغير في عربة ذات صندوق في قطار.
وفي 22 سبتمبر 1942، تم ترحيل سارة وعائلتها إلى محتشد اعتقال تريبلينكا. وتم قتلها بالغاز بعد فترة قصيرة بعد الوصول. وقد كانت تبلغ من العمر 19 عامًا.
كانت فريميت واحدة من الأطفال الثمانية المولودين لوالدين يهوديين متدينين يتحدثان اللغة الييدية. وعاشت عائلة بورسزتين في قلب نفس الحي اليهودي في وارصوفيا حيث كان والد فريميت يمتلك ويدير مخبزًا يقع في شارع زامينهوفا. وفي عام 1920، انتقلت عائلة بورسزتين إلى شقة مريحة بغرفتي نوم في نفس الحي في 47 شارع ميلا. والتحقت فريميت بمدارس وارصوفيا العامة.
1933-39: وبحلول عام 1939، انتقل ستة من إخوتي وأخواتي بالفعل. وتركت أنا وأخي الأصغر فقط في البيت، وتمتعنا برعاية والدينا التي توزعت علينا بالعدل. وتخرجت من المدرسة، وكان لدي العديد من الأصدقاء. وترك والدي عمله، وكان يعمل في مخبز كاجان الممتاز بوارصوفيا. ولم يكن هناك أي شيء يعد بالغزو الألماني في سبتمبر 1939. واستسلمت مدينتنا في 28 سبتمبر.
1940-44: وكانت شقتنا في قلب حي وارصوفيا اليهودي، الذي تم إغلاقه عن طريق الألمان في نوفمبر 1940. وتم ترحيلي في 1 مايو، 1943، إلى محتشد اعتقال مايدانيك. وهناك، أعتم الدخان المنبعث من المحارق السماوات وألقى بظلاله على السجناء. وقد كسرت أصابعي وشوهت لأن، يومًا بعد يوم، أنا وخمسة نساء أخريات كنا نقوم بدفع عربة ثقيلة مملوءة بالسماد نحو الحقول المحيطة بالمحتشد. وإذا عملنا ببطء شديد، يتم جلدنا بالسوط. وقد كنا نقوم بتلقيح هذه الحقول بأيدينا العارية.
وخلال العامين التاليين، تم ترحيل فريميت إلى سبعة محتشدات نازية أخرى. وتم ترحيلها في محتشد عمل توركهيم في 27 أبريل، 1945. وفي عام 1949 هاجرت إلى الولايات المتحدة.
كانت سلمىالطفلة الأصغر بين أطفال ويجينبيرج الأربعة، وهي البنت الوحيدة. وعندما كانت في السابعة من عمرها، تركت عائلتها مدينة جرونينجن لتبدأ عملاً جديدًا في مدينة زوول [بهولندا]. هناك قام أبواها بإدارة فندق صغير مشهور بين رجال الأعمال اليهود المسافرين في المنطقة. وكان يقام سوق ماشية في كل يوم جمعة، وكان يأتي الكثير من تجار الماشية إلى فندق ويجينبيرج لاحتساء القهوة والتجارة.
1933-39: وفي البيت كنا حريصين على التقيد بعادات اليهود لأن أمي كانت متدينة. وكان الفندق الذي نقطن فيه حريصًا على التقيد بقوانين الأطعمة اليهودية. وبعد الانتهاء من الصلوات المسائية من يوم الجمعة، كنا نجتمع في البيت حول المنضدة وننشد الأغاني العبرية. وكنا نذهب أيضًا إلى المعبد اليهودي في كل يوم سبت ثم نعود أدراجنا إلى البيت لتناول وجبة شهية. لقد كنت نشيطة جدًا فيما يتعلق بالأنشطة الصهيونية وكنت ألتحق بالمحتشدات الصهيونية في كل صيف.
1940-44: وقام الألمان بغزو هولندا في مايو 1940. وفي عام 1943 تم ترحيلي إلى محتشد الموت سوبيبور، حيث كنت واحدة من القلة الذين بقوا على قيد الحياة من أجل العمل. وفي نهاية يومي الأول في محتشد سوبيبور، تم تجميعنا لنداء الأسماء في منطقة المحتشد رقم 1 المفتوحة. وقد كان هناك حريق منبعث من المحتشد رقم 3، وكانت الرائحة النتنة للأبدان المحترقة تزكم الأنوف. سألني شخص ما، "هل تعرفين ما معنى هذا الحريق؟" وقمت بهز رأسي في إشارة أنني لا أدري. فقام بتوضيح الأمر قائلاً إنها كانت محرقة جنازة أولئك الذين تم نقلهم معنا. ثم أمرنا الألمان بالرقص كل اثنين معًا، بينما كان سجين يقوم بالعزف على آلة الكمان.
وعلى حد علمها، كانت سيلما السجينة الوحيدة المنحدرة من أصول ألمانية التي نجت من محتشد الإبادة سوبيبور. وقد تزوجت بعد الحرب. وفي عام 1957 استقرت هي وزوجها في الولايات المتحدة.
بعد أن كانت تصل قطارات الترحيل إلى مراكز القتل، كان الحراس يأمرون السجناء بالخروج والاصطفاف. ثم يمر الضحايا بعملية انتقاء. ويتم فصل الرجال عن النساء والأطفال. وينظر شخص نازي، عادةً ما يكون طبيبًا من القوات الخاصة الألمانية، بسرعة إلى كل فرد من السجناء ليقرر ما إذا كان صحيحًا وقويًا بما يكفي للعمل بالسخرة. ثم يشير هذا الضابط من القوات الخاصة يمينًا أو يسارًا؛ ولم يكن الضحايا على علم بأنه يتم اختيار أفراد من بينهم للموت أو الحياة. وكان لدى الأطفال الرُضّع والصغار، والنساء الحوامل، والعجائز، والمعاقين والمرضى فرصة ضئيلة في النجاة في هذا الاختيار الأول.
أما الذين وقع عليهم الاختيار للموت، فكان يتم سوقهم إلى غرف الغاز. ومن أجل الحيلولة دون الشعور بالذعر، كان حراس المحتشد يخبرون الضحايا بأنهم سيذهبون للاستحمام للتخلص من القمل. وكان الحراس يأمرونهم بترك كل الأشياء ذات القيمة لديهم وكذلك خلع ملابسهم. ثم يتم دفعهم عرايا إلى "كبائن الاستحمام". ثم يقوم حارس بإغلاق الباب الصلب بإحكام. وفي بعض مراكز القتل، كان يتم ضخ غاز أول أكسيد الكربون إلى داخل الغرف. وفي مراكز أخرى، يقوم حراس المحتشد بإلقاء كرات غاز "زيكلون ب" بداخل عمود التهوية. وغاز زيكلون ب هو مبيد للحشرات سام بدرجة عالية ويستخدم أيضًا لقتل الفئران والحشرات.
وعادةً، وفي خلال دقائق بعد دخول غرف الغاز، يموت كل الموجودين بالغرفة بسبب نقص الأكسجين. وتحت نظر الحراس، كان يتم إجبار السجناء على سحب الجثث إلى غرفة مجاورة، حيث يقومون بإزالة الشعر، والأسنان الذهبية، وحشوات ملء الأسنان. ثم يتم حرق الجثث في أفران الحرق أو يتم دفنها في مقابر جماعية.
وقد تربح أناس كثيرون من سرقة الجثث. وكان حراس المحتشد يسرقون بعض الذهب. أما بقية الذهب، فكان يتم صهره وإيداعه في الحساب المصرفي للقوات الخاصة الألمانية. وكانت الشركات التجارية الخاصة تشتري الشعر وتستخدمه في صناعة منتجات متعددة، منها حبال السفن وحشو الفُرُش.
تواريخ هامة
أكتوبر عام 1939 بداية قتل الألمان للمعاقين بدأ القتل المنظم لهؤلاء الألمان الذين اعتبرهم النازيون "لا يستحقون الحياة". وبدأت مجموعات من "المستشارين" في زيارة المستشفيات ودور التمريض وتقرير من يموت. وتم إرسال المرضى الذين وقع عليهم الاختيار إلى ست مؤسسات للقتل بالغاز صُممت كجزء من برنامج "القتل الرحيم": وهي بيرنبرج، وبراندنبرج، وجرافنيك، وهادامار، وهارتايم، وسونينشتاين. وتم قتل هؤلاء المرضى في غرف الغاز باستخدام غاز أول أكسيد الكربون. وأصبح المستشارون الذين شاركوا في برنامج "القتل الرحيم" مساعدين فيما بعد في إنشاء محتشدات الإبادة وتشغيلها.
8 ديسمبر عام 1941 بدء تشغيل مركز القتل الأول بدأ تشغيل محتشد الإبادة كليمنو. وأنشأ النازيون فيما بعد خمسة محتشدات أخرى مماثلة: وهي بلزيك، وسوبيبور، وتريبلينكا، وأوشفيتز-بيركيناو (وهو جزء من مجمع محتشدات أوشفيتز)، وكذلك ماجدانيك. وتم قتل الضحايا في محتشد كليمنو في شاحنات الغاز (وهي شاحنات محكمة الإغلاق يتحول العادم الناتج من محركها إلى الغرف الداخلية). وقد استخدمت محتشدات بلزيك، وسوبيبور، وتريبلينكا غاز أول أكسيد الكربون المتولد من محركات ثابتة متصلة بغرف الغاز. وكان محتشد أوشفيتز-بيركيناو، وهو أكبر مركز للقتل، يحتوي على أربع غرف غاز كبيرة تستخدم غاز زيكلون ب (وهو سيانيد الهيدروجين البللوري) كأداة للقتل. واستخدمت غرف الغاز في محتشد ماجدانيك غازي أول أكسيد الكربون وزيكلون ب. وقد قُتل الملايين من اليهود في محتشدات الاعتقال في مراكز القتل كجزء من "الحل النهائي".
22 يونيو عام 1944 أول عملية قتل بالغاز في محتشد اعتقال رافينسبريك وقعت أول عملية قتل موثقة بالغاز في محتشد النساء في رافينسبريك. وكانت غرف الغاز الموجودة في محتشد رافينسبريك وغيره من المحتشدات التي لم تكن مصممة خصيصًا كمراكز للقتل، ومنها محتشد شتات هوف و ماوتهاوزن و زاكسينهاوزن، صغيرة نسبيًا. فقد صممت غرف الغاز هذه لقتل السجناء الذين اعتبرهم النازيون "غير لائقين" للعمل. ومعظم هذه المحتشدات كان يستخدم غاز زيكلون ب في غرف الغاز الموجودة بها.
We would like to thank Crown Family Philanthropies, Abe and Ida Cooper Foundation, the Claims Conference, EVZ, and BMF for supporting the ongoing work to create content and resources for the Holocaust Encyclopedia.
View the list of all donors.